تقول مصادر فلسطينية في رفح، قطاع غزة، أنهم يشعرون بالقلق من هجوم إسرائيلي محتمل على المدينة، التي تُعتبر آخر ملجأ آمن نسبيًا في القطاع. ويتطلع السكان بشدة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، نظرًا للأوضاع الكارثية التي يعيشون فيها وتهديد المجاعة المحتملة.
وفي الأثناء، تشير الولايات المتحدة إلى احتمال التوصل إلى هدنة مؤقتة قريبة، وتم وضع اقتراح لتطبيقه في بداية شهر رمضان في مارس، بهدف تحقيق وقف للقتال لأول مرة منذ الهدنة القصيرة في نوفمبر. ويهدف الاقتراح أيضًا إلى تخفيف الأزمة الإنسانية الحالية في غزة.
تجري المفاوضات حاليًا بشأن اقتراح هدنة مؤقتة لمدة ستة أسابيع، ولكن حركة حماس أعربت عن اعتراضها الشديد على هذا الاقتراح وتصر على وقف دائم للقتال.
تعبر رحاب رضوان، إحدى النازحين الذين فقدوا منازلهم في خان يونس ويعيشون في ظروف صعبة، عن أملها في تحقيق وقف دائم للقتال ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم. وتشير التقارير إلى أن حوالي 85٪ من سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، هربوا من منازلهم بعد حملة إسرائيلية استمرت لمدة خمسة أشهر، وتضررت أو دمرت معظم المنازل جراء القصف. وتتفاقم المأساة الإنسانية في غزة، حيث يتفشى الجوع والأمراض في رفح.
الحرب بدأت بعد هجوم في أكتوبر، أودى بحياة حوالي 1200 فلسطيني واحتجاز 253 رهينة، وفقًا للإحصاءات الإسرائيلية. وتشير السلطات الصحية التي تديرها حماس في غزة إلى أن الحملة الإسرائيلية قد أدت إلى مقتل حوالي 30 ألف فلسطيني منذ ذلك الحين.
تتباين آراء السكان في غزة بشأن مدى ترحيبهم بأي هدنة للقتال، حتى لو كانت مؤقتة وغير دائمة. ويرى بعضهم أن أي توقف للقتال سيكون إيجابيًا، بينما يشعر آخر بالقلق من أن هدنة مؤقتة قد تؤدي إلى استئناف القتال بعد انتهائها. وتعتبر حماس واحدة من الفصائل الفلسطينية التي تعارض الهدنة المؤقتة وتصر على تحقيق وقف دائم للقتال وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني.
إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة لا تزال كارثية، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة بسبب الدمار الهائل الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية، وتفشي الجوع والأمراض. يحتاج السكان إلى مساعدات إنسانية عاجلة لتلبية احتياجاتهم الأساسية في الغذاء والماء والرعاية الصحية.
من المهم أن تتواصل المفاوضات والجهود الدبلوماسية لتحقيق وقف دائم للقتال وتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة. يجب أن تتعاون المجتمع الدولي والأطراف المعنية لإيجاد حل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وسلمية تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل.
اكتب تعليق تحفيزي